الخميس 21 نوفمبر 2024 م - 19 جمادى الأولى 1446 هـ

Solace .. الموت بكرامة

الأحد 14/مايو/2017 - 12:43 م
The Pulpit Rock
دعاء حلمي
 

سولاس أو العزاء أحدث أفلام الممثل العالمي أنتوني هوبكنز الذي يعود به  إلى تلك النوعية من الأفلام التي برع في تقديمها مثل  صمت الحملان وهانيبال وريتي أو (الطقوس)، وهي الأفلام التي تتبع مدرسة ماوراء الطبيعة أو ذات البعد النفسي التي تتخذ من أعماق النفس البشرية مسرحاً للأحداث والوقائع المثيرة ليصبح فيلماً مشوقاً من طراز خاص يحمل علامة مسجلة بإمضاء انتوني هوبكنز.

يشاركه البطولة كلاً من جيفرى دين مورجان، وكولين فاريل ومن إخراج ألفونسو بايارت، وتبدأ الأحداث بإكتشاف جثة أحد الأشخاص مقتولاً بصورة غريبة عن طريق شق طولي في مؤخرة رأسه دون وجود أي دلائل تشير إلى شخصية القاتل ومسبباته وراء الجريمة، وتتكرر نفس الطريقة في عدد من الضحايا، وهو ما يشر إلى وجود قاتل متسلسل، ما يدفع محققي المباحث إلى الاستعانة بالطبيب المتقاعد جون كلانسي ( هوبكنز) الذي يتمتع بقدرة خاصة خارقة للطبيعة تجعله يرى الأحداث التي وقعت في الماضي ويتنبأ بالقادم في المستقبل بمجرد لمس الأشياء، ولكنه آثر الإبتعاد عن عمله بعد معاناة ابنته الوحيدة مع مرض اللوكيميا لينعزل وحيدا في مزرعته، و ينجح المحققيين في إثارة فضوله لحل شفرة تلك الجرائم الغامضة ليعود معهم إلى المدينة الصاخبة مرة أخرى، ولكن على الجانب الآخر من الأحداث نجد القاتل يحمل نفس القدرة على قراءة الماضي والتنبؤ بالمستقبل، فيدخل كليهما في سباق عقلي يدور بينهما لنكتشف في نهاية الفيلم الدافع الحقيقي وراء تلك الجرائم وهو القتل الرحيم لهؤلاء الضحايا المصابين بأمراض ستكون سبباً في معاناتهم إذا استمروا على قيد الحياة، لتكون إشكالية الفيلم وفكرته المحورية سؤالاً جدلياً عن ماهية القدر وحقيقته وهل القتل جريمة تستوجب العقاب في كل الأحوال، أم أنه قد يكون خدمة وعزاء وسلوى لتخفيف معاناة من يقع أسيراً لمرض مميت يسلب الإنسان حياته دون وجود فرصة حقيقية للنجاة فيقدم لهم القاتل خدمة الموت بكرامة بعيداً عن مهانة الألم .

ورغم شاعرية الفكرة وحساسيتها إلا أن المخرج عمد الى تقديمها في غلاف سينمائي مشوق من خلال استخدامه لأدواته من موسيقى سريعة تتنوع بين الأوبرا والموسيقى الصاخبة وكذلك استخدم مزيج من اللقطات القصيرة المتسارعة واللقطات الطويلة التي تعتمد على التأمل في مكونات الكادر من حركة كاميرا وميزانسين للممثلين وبخاصة في مشاهد الاستبصار او التنبؤ لبطلي الفيلم القاتل والطبيب .

كما اعتمد على الفوتومونتاج لتقديم لقطات قصيرة لصور غير مترابطة ولكن نراها تظهر الواحدة تلو الأخرى ضمن أحداث الفيلم ليقدم من خلالها حل الأحجية إن جاز التعبير لينتهي الفيلم بقتل الطبيب للقاتل، دون  إصدار حكم أخير أو وجهة نظر محددة حول تلك الصورة من إنهاء حياة الآخرين. 

تقييم الموضوع

تعليقات Facebook


تعليقات البوابة الوثائقية