"بنك الحظ" .. علامة كوميدية فارقة
عقد صناع فيلم "بنك الحظ" يوم الثلاثاء الماضي بسينما مول مصر
العرض الخاص للفيلم للصحفيين والتغطية الاعلامية في ظل غياب معظم أبطال الفيلم، حيث لم يحضر سوى الفنان
أكرم حسني أحد أبطال العمل، والممثل خالد كمال، بينما تغيب محمد ممدوح ومحمد ثروت،
اللذان يقاسمان أكرم بطولة الفيلم. كما تغيب المنتج طارق العريان، والمخرج أحمد الجندي،
حيث ينشغل الأول بفيلم "الخلية"، بينما الثانى يواصل تصوير مسلسل "الضايعين"،
من بطولة دنيا سمير غانم، والمقرر أن تخوض من خلاله السباق الرمضانى المقبل، وحضر للمباركة
الفنانون أحمد فهمى ونسرين أمين وخالد عليش وخالد كمال.
يبدأ الفيلم بأغنية "إيزي ماني" لفريق شارموفرز، ومن خلالها يتم استعراض
الشخصيات الثلاثة الرئيسية وهم صالح ( محمد ممدوح) وعمرو (أكرم حسني) اللذان
يعملان بأحد البنوك، ويقرران الاستيلاء على خزينة البنك بمساعدة زئرو (محمد ثروت) شريكهم
في مشروع إنترنت كافيه. جاء قرارهما هذا بعد تعرض "صالح" للفصل التعسفي
من مديره (حسام داغر) ومعاناة
"عمرو" من تحكم والده في مقدراته رغم انه شريك بذات البنك وبالفعل
يبدأوا في التخطيط لعملية السطو المسلح على البنك وما يتخلل ذلك من مواقف كوميدية
لينتهي الفيلم بفشلهم الذريع في العملية بسبب غبائهم المتكرر.
التوليفة العامة
للفيلم لا تذهب بعيدا عن كونها سلسلة متصلة من "الإفيهات" الصارخة
والمواقف الكوميدية التي يتسبب فيها غباء الفريق الثلاثي وهو ما نجده في عدد كبير
من الأفلام آخرها على الساحة المصرية فيلم "القرد بيتكلم" لمخرجه بيتر
ميمي، واخرها على الساحة الامريكية فيلم " GOING IN STYL"
لمورجان فريمان والذي يدور حول نفس القصة مع اختلاف أن أعضاء الفريق الثلاثة من
كبار السن، ولكن هذا لا يعني الكثير لأن أسلوب المعالجة هو الفيصل بسبب اعتماد
فيلم "بنك الحظ" على المواقف الكوميدية الجدية والتي تنتزع ضحكات
المتفرجين دون عناء بسبب بساطة اخراج أحمد الجندي المتخصص في تلك النوعية
الكوميدية دون ادعاء تقديم عمل جاد على المستوى الإبداعي، وهو ما نلحظه في جميع أعماله
السابقة سواء للتلفزيون أو السينما مثل "لا تراجع ولا استسلام" او
"اتش دبور" او "الكبير أوي" حيث السهل الممتنع دون تعقيد، أما
عنصر التمثيل فكان عليه العامل الأكبر في تقديم تلك النوعية الكوميدية الصرفة التي
تعتمد على الكاريزما وخفة الظل وهو ما تحقق الى حد كبير مع الفنان محمد ثروت بسبب
سرعة بديهته وحضوره الطاغي على الشاشة كممثل كوميدي بأكبر قدر من التلقائية
والطبيعية وكذلك بالطبع بيومي فؤاد، ولكن المفاجأة الحقيقية في الفيلم فكانت في
اختلاف أكرم حسني في دور (عمرو) لأنه ابتعد تماما عن قالب شخصية
"ابوحفيظة" ووضع نفسه في قالب مختلف وهو الممثل المحترف فارتدى عباءة
الشخص مسلوب الإرادة من خلال الملابس ومحددات الشخصية دون مبالغة ودون الوقوع في
فخ البحث عن الافيهات ولكن كان اعتماده على طرافة شخصيته وكوميديا الموقف بحد
ذاته.
أما الفنان محمد ممدوح فقد يقف وزنه الزائد حائلاً معيقاً في كثير من
المشاهد بسبب تعرقه الزائد وعدم وضح مخارج ألفاظه بصورة تفصل المتفرج عن جهده
المبذول في البحث عن الإفيه، إضافة إلى إنه قد يقع فريسة الاستسهال والتكرار بسبب
كثرة أعماله في الفترة الأخيرة ليبقى الفيلم وجبة كوميدية خفيفة لجمهور يبحث عن
الضحك فقط قد تحقق طفرة حقيقية في بورصة الإيرادات خلال الأيام القادمة .