"أخلاق العبيد"..عندما يصبح الضعف تيمة سائدة
يمثل "أ خلاق العبيد" المعروض حاليا
بدور العرض عودة
الفنان الكبير خالد الصاوي للسينما من جديد، بعد فيلمه الأخير "الجزيرة
2" مع النجم أحمد السقا، ويمثل التعاون الثاني مع المنتج حسين ماهر بعد
فيلمهما "الفاجومي" للمخرج عصام الشماع، والذي سبق عرضه أحداث ثورة 25
يناير، ويمثل مشروع البداية لمنتجه حسن ماهر بعد عودته من هجرته الطويلة لإحدى
الدول الأوروبية ليعود بعدها إلى أرض الوطن متجها للإنتاج السينمائي لينتج بعدها
فيلم "هاتولي راجل"، ليقدم اليوم "أخلاق العبيد" من تأليف عصام
الشماع وأيمن مكرم. ورغم أن المشروع كان مخطط له أن يكون من بطولة محمد سعد ويخرجه
خالد يوسف، إلا أنه أصبح في النهاية من نصيب خالد الصاوي وأيمن مكرم مخرجاً.
تم تصوير أحداث الفيلم ما بين القاهرة وتايلاند
حيث تدور الأحداث حول "رضوان" أحد رجال الأعمال العائد من الخارج، ليبدأ حياته
مرة أخرى داخل مصر فى منتصف عمره، فيقرر الاستعانة بأصدقاء طفولته "مراد
مكرم" كمستشار قانوني لمجموعة شركاته و" أشرف فاروق" كمدير عام،
كما يعيد علاقته المبتورة بشقيقته "سلوى عثمان"، ويكلف ابنتها
"كارولين خليل" بمنصب إدارة أعماله في مصر، في محاولة منه لتغيير
مصائرهم المتواضعة. يحاول ان يخلق منهم أشخاص آخرين أكثر تحملا للمسؤولية بدافع
الحب والاحتواء لهم، فيقدم لهم كل الدعم والمساندة المادية والمعنوية، وبالفعل
يحقق نجاحات متتالية على الصعيد المهني كرجل أعمال مرموق ولكنه على الجانب العاطفي
يقيم علاقات عابرة مع فتيات ليل كنوع من الصحبة الوقتية إلى ان يعين "يسرا
اللوزي" في شركته ويتقرب منها فيقرر الزواج منها ولكنها تفاجئه برفضها لعدم قبولها
ان تكون جزء من منظومته الأسرية الفاسدة وتكشف له عن استغلالهم الخفي له لإقامة
مصالح شخصية دون علمه والاتجار في المخدرات وبالفعل يتأكد من خيانتهم جميعا لثقته
ولكن بعد فوات الأوان.
يبقى التساؤل مطروحا عن فكرة تغيير
أنماط البشر والتحكم في مصائرهم للأفضل أم أن الطبع يغلب التطبع لتبقى هي التيمة
للأساسية للفيلم. ورغم جدية الطرح على التيمات الدرامية عموما إلا إنها تبقى طريقة
المعالجة والطرح السينمائي هما الإشكالية التي تعني المتلقي سواء على المستوى
الجماهيري أو النقدي والتي جاءت في "أخلاق العبيد" دون مستوى التوقعات،
سواء على مستوى الكتابة لسيناريو ضعيف مهلهل معتمداً على تنويعات استهلاكية لجميع
الشخصيات المحيطة بالبطل "رضوان" أو خالد الصاوي الذي لم يبتعد كثيراً
عن نمطية أداءه مع افتقاده الواضح للكاريزما المميزة له وخاصة في أدواره الأخيرة
عموماً مع اكتسابه الملحوظ للوزن الزائد.