المخرج عادل عوض يتحدث عن والده الفنان محمد عوض في ذكراه العشرين
حلت منذ أيام الذكرى العشرين لوفاة فنان
الكوميديا الراحل محمد عوض، فقد توفي في 27 فبراير1997 تاركا وراءه تاريخ طويل من
الأعمال الفنية متفردا بين جميع فناني مصر بالعدد الأكبر من المسرحيات لتصل الى 100 مسرحية بدأها في فرقة الريحاني
عام 62 مرورا بفرقة "ساعة لقلبك " وفرقة "الكوميديا المصرية "
بمشاركة شريك مشواره الطويل الفنان الكبير فؤاد المهندس ليقدم علامات في أرشيف
المسرح المصري منها "مطرب العواطف" و"هالو دولي" و "
نمرة 2 يكسب" وانتهاءا بمسرحية"مساء الخير يا مصر" عام 1996 ، كما
قدم ما يقرب من 80 فيلم كان أخرها دوره في فيلم "أي أي" والذي توفي
أثناء تصويره ، ووصل رصيده للتفزيون 40 مسلسل
وفي ذكراه العشرين التقينا نجله الأكبر المخرج
الكبير عادل عوض، الذي صرح لنا عن أسرار لم يبح بها من قبل عن والده وسر عدم تحقيق
أعمال والده الانتشار والتقدير الذي تستحقه فصرح قائلاً: لم يتوقف والدي عن العمل
طوال مشواره الذي يصل لأكثر من أربعين عاما، واليوم فقط أجد اهتماما فائقا من الإعلام
لتسليط الضوء على هذا الرجل بقدر كبير من الاحترام والحنين للبحث عن أعماله
الغزيرة عدديا، ولكنها تعرضت للإهمال المتعمد من جانب الدولة وخاصة في السبعينات،
فوقتها كانت له أعمال ناجحة محققا من خلالها نجومية كاسحة ولكن بعد تقلد الرئيس
السادات الحكم بدأت الدولة تتعامل معه بتجاهل متعمد وتم إبعاده تماما عن أي أعمال
يتم إنتاجها من قبل الدولة، دون إدراك منه لحقيقة الأمر فاتجه الى القطاع الخاص
وظل يعمل من خلاله ولم يلتفت إلى البحث عن السبب وراء عدم عرض أعماله في التلفزيون
وكأن هناك حصار ما ضرب على كل ما يقدمه.
وأضاف عادل عوض: اكتشفنا من بعض القيادات
الأمنية في عصر الرئيس السابق مبارك أن اسمه كان من ضمن قائمة محظور عرض أعمالها أو
الاحتفاء بها بأي صورة رسمية، بل أن كثير مما قدمه من أعمال تم أرشفتها في أماكن
مهملة في التلفزيون رغم حداثتها بقصد "دشت" تاريخه بسبب دوره الوطني في
حرب 67 وسفره للجبهة بالزي العسكري، ووقتها كنت طفلا أرافقه الى هناك للمساهمة في
تقديم المساعدات للجيش، وللأسف اعتبروا هذا الدعم الوطني نوع من الدعم للنظام
الناصري لتظل الحقيقة غائبة لسنوات عن والدي وعنا جميعاً ولكننا اكتشفنا ذلك أيضا
بعد فوات الأوان لأن عملية المحو والأرشفة كانت قد تمت بالفعل
وعن طبيعة الفنان الراحل الانسان التي لا
يعرفها كثيرين قال: من النادر أن تجدي لوالدي حوار تلفزيوني أو صحفي وهو ما يؤكد
أن التجاهل كان متعمدا، ولكنه كان بحق رجلا فيلسوفا ليس فقط بحكم دراسته لأنه خريج
كلية آداب قسم فلسفة ولكنه كان صاحب رؤية فلسفية وحكمة في تناول الأمور وآرائه الشخصية
ثرية لم يكشف عنها حتى الآن، عاشقا للفن بصورة مثيرة للدهشة وجعلنا أنا وأشقائي
نحبه، فأصبح عاطف مصمم استعراضات وعلاء ممثل، واليوم تعيد جميلة عوض أمجاد عائلة
عوض الفنية لأنها تحمل هذا الجين الوراثي.