الجمعة 26 أبريل 2024 م - 17 شوال 1445 هـ

مترجم: تعلم كيف تصنع أفلاماً خيالية مثل ميشيل جندري

الأربعاء 13/يوليو/2016 - 02:55 م
The Pulpit Rock
أروى تاج الدين
 

تعرض لنا أفلام ميشيل جندري السيريالية المتوطنة في الأحلام، تلك الصور غير المترابطة التي ينتجها العقل الباطن بشكل عشوائي، متلاحمة في سرد يثير العاطفة. فتجد الشخصيات نفسها فجأة نائمون على سرير على شاطئ خالي من البشر في فيلم (إشراقة أبدية لعقل نظيف)، أو يطيرون في سماء المدينة في سفينة فضاء على شكل سحابة كما في فيلم (المزاج النيلي). أفلام جوندري أثيرية الأسلوب وغنية بالرمزية والرسائل الضمنية. في الأحلام تكون المشاعر غامرة كما يقول ستيف بطل فيلم (علم النوم) وكذلك أسلوب جدندري السينمائي.

في الحلقة النقاشية التي أستضافتها منظمة يونيفرانس و المعهد الفرنسي للبترول  بمناسبة عرض جندري فيلمه الجديد (ميكروب وبنزين) كشف عن أسلوبه التدميري الذي يستخدمه مع الممثلين ومصدر إلهامه ومشاعره المتضاربة تجاه الفيديوهات الموسيقية  والإعلانات.

أستخدم أحلامك كمصدر إبداعي

يقول جراندي أن أفلامه أستمد أفكارها من أحلامه الخاصة، فهو يقضي وقت كبير في تذكر أحلامه. حينما يستيقظ كل صباح يكون لديه مشاعر قوية تجاه ما اختبره في الحلم. بعض أحلامه هذه كانت قصص رائعة. ويضيف جندري أنه يستمد جزء كبير من إلهامه من المخرج ديفيد لينش الذي يعتبره هو المسيطر على فن إعطاء المشاهدين المشاعر المتعلقة بالأحلام. ويعتبر جندري ديفيد لينش مخرجه المفضل، فهو يقوم بتجريد القصة ويبقي على جوهر المشاعر، فمشاعر الخوف تكون موجودة لكن دون الحاجة لعمل قصة تقود إليها، فهو يقوم فقط بفرض  هذه المشاعر على المشاهدين، ويرى أن ديفيد لينش يمكنه أن يظهر عنصر غير متوقع من قصة عادية.

جراندي أختبر أيضاً الظاهرة المحيرة للحلم الواضح  في حالة المشي أثناء النوم وأجرى عليها تجارب، كما قام بإعادة إنتاج أحلامه داخل أفلامه. يقول جراندي أنه حلم كثيراً انه يركب طائرة تطير إلى الخلف، ولا تطير أعلى من الأشجار والمباني، وكان يشعر أن أجنحة الطائرة سوف تصطدم بالمباني والأشجار وتتكسر، لذا قام بوضع هذا الحلم داخل فيلمه الجديد (ميكروب وبنزين) لأنه يناسب القصة. في البداية أراد أن يصور أجنحة الطائرة وهي تنسكر بسبب الأشجار والمباني، ولكنه لم يستطع. ويضيف جراندي أنه من الصعب عليه الحصول على الإلهام من الكتب، فقد حاول أن يكتشف كيف يحول كتاب إلى فيلم، لكن وجده أمر مؤلم.

أعط الممثلين توجيهات متضارية

يقول جراندي أنه يجب أن تحصل على ما تحتاج إليه، لكن لا يمكنك أن تطلبه، فإذا كنت تريد من الممثل أن يكون حزيناً لا يمكن أن تقول له (كن حزيناً) لكن قل مثلاً (أنظر إلى الأسفل). ويضيف أنه في فيلم (ميكروب وبنزين) جاءت بعض التوجيهات مصادفة. فأثناء  تصوير مشهد قص الشعر كان في البداية فظيعاً ومفتعلاً ، وبعد تصويره المشهد تذمر جراندي لأحد أفراد طاقمه وسمعه الطفل الممثل مصادفة فانزعج وعمل جاهداً وأداه مرة أخرى بشكل أفضل. يرى جراندي أن الأطفال ليسوا مغرورين ويمكنك أن تقول لهم أن أداءهم فظيع لكن لا يمكنك أن تقول ذلك لممثل محترف.

ويؤكد جراندي أنه حينما تعمل مع ممثلين محترفين يجب ان تكون مبدعاً في توجيهاتك لهم. في فيلم (إشراقة أبدية لعقل نظيف) واجه مشكلة فريدة من نوعها. جيم كاري تمثيله كوميدي بطريقة مبالغ فيها وكيت ونسلت أدائها واقعي، لذا تنحى بكاري جانباً وأخبره أن المشهد جاد جداً، وتنحى بكيت جانباً وأخبرها أن المشهد كوميدي، وعندما بدء التصوير كان أدئهما رائعاً وجاء المشهد مثالياً. ويضيف أن هناك مشكلة أخرى ، فبعض الممثلين يكون أدائهم عظيماً في البداية ثم يصبح باهتاً بمرور الوقت، والبعض الآخر يكون يكون أدائهم عظيماً ولكن أثناء التصوير يصبح أفضل وأفضل. سوف يستغرق ذلك أسبوع كي تكتشف ذلك.

لا تخاف من أن تكون غريباً

يروي جراندي أنه حينما كان صغيراً كان يصادق التلاميذ المنبوذين في الفصل. في كل عام يكون صديقه المفضل أكثر طفل مرفوض من الفصل. وفي شبابه رفض الانسياق للتيار حتى في مشاهدة الأفلام، فلم يشاهد فيلم ET  حتى لا يفقد تفرده. لقد كان غريباً دائماً ولم تكن لديه رغبة أن يكون فرداً من القطيع. حتى هذه الأيام لا يشعر جراندي أنه ينتمي لأي مجموعة من المخرجين. برغم أنه سمع كثيراً أنه ينتمي لأحد هذه المجموعات إلا إنه لا يقضي وقتاً مع أي من هؤلاء المخرجين.

ويقول جراندي أنه يشعر بحنين دائم لسنوات مراهقته، فما كان سيتمكن من كتابه فيلم معقد وواقعي مثل (إشراقة أبدية لعقل نظيف) بدون شارلي كوفمان. ويؤكد أنه شعر بمزيد من الراحة عند كتابة (ميكروب وبنزين). فمن الصعب عليه إستحضار شخصيات بالغة لأنه مرتبط بمراهقته. 

أكد جراندي على أهمية ترك المصور السينمائي الذي يعمل معك يمارس حريته الابداعية وعدم إحباطه. يقول جراندي أنه في بداية التصوير يقوم بالتحدث مع مدير التصوير في النواحي الجمالية والتقنية ومستوى القصة، وعن أن نكون صادقين في كل مشهد، بعد ذلك يقوم بالتركيز مع الممثلين ويترك مدير التصوير يؤدي عمله.

قم بعمل إعلانات لكن إجعلها منفصلة عن أفلامك

جراندي لا يتجنب صناعة الإعلانات تماماً فهي تجنبي ربح جيد ولها جوانب إبداعية أيضاً، المهم أنها لا تدمر طريقتك في التصوير. في الإعلانات سوف يكون هناك 10 أشخاص يخبروك ما يجب أن تفعله، ولن تكون اللقطات مترابطة لأنه يجب أن ترضي الجميع. أما في صناعة الأفلام فلك فلسفتك الخاصة ويمكنك أن ترى الشاشة الكبيرة. لا يمكنك أن تصور الإعلانات مثل الأفلام. إذا كان كل شيء مثالياً فلن يكون له معنى.

طور مهاراتك بصناعة الفيديوهات الموسيقية.

استهل جراندي حياته المهنية بصناعة الفيديوهات الموسيقية، يقول أنه كان من الصعب عليه في البداية صناعة فيديوهات موسيقية لفرق لا يحبها، لكنها كانت بالنسبة لي وظيفة وتعلمت مهارتها. بعد أن قام بصناعة عدد كم الفيديوهات لفنانين لم يكن معجباً بهم، أتصلت به المغنية بجورك وكانت أول من يقدر فيديوهاته.

قلل البروفات

يؤكد جراندي أنه إذا كنت سوف تكتشف شيئاً من عمل البروفات يفضل أن تكتشفه أمام الكاميرا، فمن الأفضل أن تحافظ عليه جديداً كلما أمكن. ولا توجد مشكلة في أن تقتبس شيئاً من قراءاتك وتجاربك أو من ملاحظات المحيطين بك لتجعل شخصياتك غنية.

كن متأقلماً

أخرج جندري فيلماً جماهرياً واحداً هو (الدبور الأخضر) لم يكن ناجحاً في رأيه، وأكد أنه لو أصابه الكثير من النجاح ربما صنع أفلاماً جماهرية أخرى، مضيفاً أنه لا يستطيع أن يقرر مسبقاً ماذا سوف يفعل في فيلمه القادم، فهو لا يعتقد أنه يمكنه السيطرة على ذلك.  

تقييم الموضوع

تعليقات Facebook


تعليقات البوابة الوثائقية