من ضهر راجل .. محاولة مرتبكة لصنع فيلم
من
ضهر راجل هو الفيلم الثاني للمنتج أحمد السبكي الذي يشارك في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن
المسابقة الرسمية بعد الليلة الكبيرة، كما أنه العمل السينمائي الأول لمؤلفه محمد
أمين راضي والثاني لمخرجه كريم السبكي وبطولة آسر ياسين ومحمود حميدة وياسمين رئيس
ومحمد لطفي وشريف رمزي وصيري فواز.
كان من المقرر عرض الفيلم في عيد الأضحى الماضي، لكن تأجل العرض لظروف إتاجية، ثم عرض للمرة الأولى بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ضمن المسابقة الرسمية، وأخيراً عرض عرضاً خاصاً بحصور صناعه يوم الثلاثاء الماضي تمهيداً لطرحه تجارياً.
ورغم قيام نجوم كبار ببطولة الفيلم إلا أنه لم يختلف كثيراً عن نوعية الأفلام التي
تبنى إنتاجها الأخوين السبكي. ورغم أن موضوع الفيلم لم يخرج كالعادة عن الشاب
الفقير الذي تضطره الظروف إلى اللجوء إلى البلطجة وتحول البطل من النقيض إلى النقيض في لمح البصر،
إلا أن هذه الفكرة ليست مشكلة الفيلم الوحيدة.
فالفيلم
الذي يمتد لساعتين ونصف الساعة يبدو أنه
كان مربكا لجميع صناعه بداية بالسيناريو المزدحم بالعنف شديد التطرف حتى في الحوار،
والذي ظل طوال الفيلم يحاول بشتى الطرق التأكيد
على فكرة أن الجميع بلطجية كل على طريقته، ومحاولة الضابط الفاسد القديمة السيطرة
على رحيم (آسر ياسين) بتهديده بجرائم أبيه التي لا يعلم عنها شيء وغلق سبل الرزق
في وجهه حتى لا يجد طريقاً سوى الانضمام إلى بلطجي الحي الذي يرعاه.
كما تجلت أزمة المونتاج الذي أخذ يعلو ويهبط
بإيقاع الفيلم في أرتباك وتشوش شديدين ودون ترتيب منذ بداية الفيلم حينما بدأت
اللقطات في سرد كيف انتقل الأب (محمود حميده) بطفله الرضيع رحيم إلى القاهرة من
مكان ما لم يتم ذكره، ثم والطفل يكبر ويلعب في الشارع وحينها تعترضنا لقطات سريعة
مبتورة وغير منتظمة لرجال يتحركون فوق سطح بناية وآخرون يحركون أنابيب بوتجاز وشرطة
تتجمع أسفل البناية ثم نعود مرة أخرى
للأبن وأبيه في الشارع، ولا ندرك ما علاقة هذه المشاهد بعضها ببعض ولا في أي زمن تدور
حتى نكتشف بعد مرور ما يقرب من ثلث الساعة أن هناك حدث موازي وهو خطف محمود حميدة
لأبن الضابط الفاسد صبري فواز فقط كي يحكي له حكاية إبنه رحيم وما وصل إليه.
كما يتوالى الارتباك أيضاً في مشهد المعركة التي قادها رحيم في الشارع بالتوزاي مع استيلاء طه (شريف رمزي)، الذي أستغرق مساحة كبيرة من دوره في التلصص على رحيم ونصب الفخاخ له، على إمامة الصلاة في الجامع والقطع البطيء الممل بين المشهدين، وتكرار الأسلوب مرة أخرة في إصرار مزعج بين مشاهد اغتصاب رحيم للبطلة ياسمين رئيس وأداء طه لآذلن الفجر.
طوال الفيلم يحاول المخرج أن يقنعنا ويقنع نفسه أنه يصنع فيلماً جيداً بنجوم كبار وحشو مبالغ فيه للمعارك وتدريبات الملاكمة ومبارياتها وقصة معقدة لسينارست حقق نجاحاً لا بأس به في الدراما فقرر أنه يكرره بشكل بائس في السينما محاولاً اللعب على وتر الفساد وعلاقة الأب بإبنه التي افتقرت إلى العمق وأقتصرت على استعراض ظاهري لابتزاز مشاعر الجمهور، فانفرط عقد الفيلم من بين أيديهم جميعاً، ولولا حالة الفوضى والتشوش التي سادت الفيلم لأصبح فيلم جيد.