نساء في تاريخ السنيما التسجيلية المصرية .. نبيهة لطفي
الثلاثاء 21/يوليو/2015 - 01:38 م
هدى عمران
منذ شهر تقريبا رحلت المخرجة التسجيلية نبيهة لطفي أو "فرانشيسكا" كما يحب عاشقو السنيما تسميتها بعد ظهورها في فيلم رسائل البحر للمخرج داوود عبد السيد . ونبيهة تعتبر من العلامات المميزة في تاريخ السنيما التسجيلية المصرية ومن أوائل روادها رغم كونها لبنانية الهوية ، وهي التي شاركت نبيهة في تأسيس جماعة السينما الجديدة عام 1968، ، وساهمت في تأسيس جمعية السينمائيات عام 1990، وانتخبت عضوًا بمجلس إدارة التسجيليين العرب.
ولدت نبيهة في لبنان في مدينة صيدا في 28 يناير 1937 والتحقت عام 1953 بالجامعة الأميركية في بيروت لتدرس العلوم السياسية، لكن انشغالها بالحلم القومي وانتماءها لفكرة العروبة وللناصرية جعلتها تخرج في مظاهرة مع بعض الطلبة للتنديد بحلف بغداد مما أدى الى طردها من الجامعة ، وهذا أدى الى أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أصدر قرار بفتح أبواب جامعة القاهرة أمام الطلبة المطرودين وكانت ضمنهم نبيهة لطفي .
في مصر بدأت نبيهة حياتها الثانية التي أحدثت تحولا كبيرا في مسارها الحياتي ، حيث تحولت من دراسة العلوم السياسية في لبنان الى دراسة اللغة العربية ثم اتجهت لدراسة الإخراج السنيمائي بمعهد السنيما عام 1960 لتكون أول امرأة تدرس في قسم الاخراج بالمعهد .
بعد عدة تجارب لها للعمل في السنيما كمساعد مخرج ،في افلام روائية طويلة لمخرجين كبار منهم فطين عبد الوهاب، سعد عرفة، خليل شوقي، اتجهت للسينما التسجيلية التي وجدت أنها تستطيع ان تعبر عن أفكارها وانشغالتها بالهم ، فأخرجت أعمالا منها لعب عيال ،صلاة من وحي مصر العتيقة ، عشش الترجمان، دير القديسة كاترين، الكونسرفتوار، عروستي، حسن والعصفور.
وتأتي محطة " شادي عبدالسلام" لتكون من أهم محطاتها الفنية في الحياة حيث عملت معه في مكتبه وتعلمت منه و تعرفت من خلاله على أناس عديدين.
بعدها استطاعت أن ترى القاهرة بشكل آخر كأنها جزء من روحها ، لذا استطاعت رصد الكثير من تحولات القاهرة، سواء أماكن أو أشخاص، مع حلول ذكرى ألف عام على تشييد القاهرة عام 1969، أخرجت فيلم "ألفية القاهرة"، ثم أخرجت فيلم عن تحولات شارع محمد علي في فيلم باسمه، وفيلمان عن " شادي عبدالسلام " و آخر عن الفنانة " تحية كاريوكا " .
عام 19 75 تأتي مرحلة أخرى مهمة في مشوارها الفني حيث كانت قد بدأت مشروع فيلم عن المرأة العاملة الفلسطينية في أكبر المخيمات في لبنان، تل الزعتر، لكن اشتعال الحرب الأهلية اللبنانية أوقفت التصوير ، فعادت إلى القاهرة، في انتظار توقف القتال ، لكنها فوجئت بأن وحشية الحرب طالته ودمرت المخيم ، فقررت أن تصور فيلمًا يحكي ما حدث بالمخيم، من خلال شهادات من نجوا من النساء والأطفال في فيلمها «تل الزعتر.. لأن الجذور لا تموت»، 1977، حيث جمعت فيه شهادات الناجين من تل الزعتر واللاجئين إلى الدمور، والمادة التي صورتها قبل حصار المخيم وأعادت من خلالها بناء قصة تل الزعتر، بجزأين: الأول قبل المجزرة، وهو الذي ينبض بالحياة، والثاني يخيم عليه الموت.
ومنحها الرئيس اللبناني إميل لحود «وسام الأرز الوطني من رتبة فارس» 2006، وفي القاهرة كرمها المركز الكاثوليكي للسينما في دورته الـ63، فبراير الماضي، وبعده كرمتها جمعية نقاد السينما. ونالت جائزة أفضل ممثّلة من مهرجان الفيلم العربى عن دورها فى الفيلم الروائي القصير، «زيارة يومية» للمخرج الشاب ماجد نادر.