الخميس 21 نوفمبر 2024 م - 19 جمادى الأولى 1446 هـ

"الأخوين لوميير" صانعى متعة التوثيق المرئي

الأحد 21/يونيو/2015 - 02:00 م
إبتهال حسين
 
الموضوع سيتطلب كثيرا من النبش في الذاكرة المكتوبة والمرئية، واستخدام الآليات البحثية التي تحف بموضوع رائدى صناعة الأفلام "الأخوين لوميير"، وأعمالهم التي تم تصويرها في مصر وتوثيقها بكاميرا لوميير ، تلك الكاميرا أو الاختراع العجيب الذي أذهل الجميع حينما تم تشغيلها في مصر منذ زمن بعيد، والذي كان بداية لعالم السينما والافلام المتحركة .

لم يعي الكثير من أن فرنسا تعد أحد أقطاب الفن السابع عالميا، حيث كان أول عرض سينمائي فى العالم تم في باريس يوم 5 ديسمبر عام 1895، بأيادي رائدى بل وأوائل صانعي الأفلام فى العالم هما الأخوين "لويس وأوجست لوميير" على الرغم من أن معظم المؤرخون يزعمون بأن "لوي لو برينس" هو أول من صنع فيلم سينمائي، ولكن أثبت بالتوثيق السينمائي بأن أول عرض سينمائي للأخوة لوميير كان فى مارس عام 1895.

الأخوة "لوميير"، "أوجست ماري لوي نيقولا" من مواليد 19 أكتوبر 1862، وتوفى يوم 10 إبريل 1954، و"لوي جان" من مواليد 5 أكتوبر 1864، وتوفى 6 يونيو 1948،وولدا فى بيزانسون بفرنسا وأقاموا فى مدينة ليون، كونا بالقرب من عمل والدهما أنطوان، ذاك الأب الذي ساعد ودعم وشجع الأخوين على اختراع آله لالتقاط الصور وتحريكها ، وذلك بعدما أطلق أديسون اختراعه المعروف باسم "منظار الحركة ذي العينية أو الكنتوسكوب"، فكان لويس قد تخصص بالفيزياء، وكان مخترعا منذ صغره وصانع أفلام، وحينما أصبح فى سن السابعة عشرة، قام بتطوير أسلوبا جديدا لإظهار ألواح السلبيات وصفائحها خاصا طريقة إظهار الصفائح الجافة التى ساعدت بشكل كبير على إنجاح المشغل تجاريا ، حيث اضطر الأخوان لإقامة معمل فى ضواحى ليونفى أوائل عام 1894 وقاما بتوظيف حوالي 300 عامل ، لتكون بذلك الخطوة الأولى والرئيسية لاختراع أفلام التصوير.

 وأصبحا الأخوين لوميير من صناع المعدات الفتوغرافية وكانا يقومان بعدة تجارب على الصور المتحركة، وقد بدأت تجاربهما باستخدام اختراع أديسون "الكنتوسكوب " الذي عرض في فرنسا لأول مرة بعد عدة أشهر من عرضه في أميركا. وقد تبين لهما أن الحركة المستمرة في هذا الاختراع  تجعله لا يصلح ليكون آلة عرض، لذا صنعا جهاز التوقف ثم الانطلاق، وفي عام 1895 تمكنا من صناعة جهاز أطلقا عليه اسم "الآلة" التي صممت لكي تقبل وتعرض طبعات كرونوفوتوجرافية واختصر الاسم ليصبح سينما توجراف بعد عدة أسابيع. ومنه اشتقت كلمة سينما وهو عبارة عن كاميرا سينمائية. وقد تمكنا من عرض أول فلم للجمهور في 28 ديسمبر من عام 1895 في غرفة استأجراها من مقهى جران كافيه في باريس وكان طول الفيلم 15 مترا وضم العرض عشرة أفلام كان من بينها فيلم "ساعة الغداء في مصنع لوميير"، الذي كان يصور العمال وهم يغادرون المصنع في مدينة ليون وفيلم " الخروج من الميناء" وفيلم "وصول قطار إلى المحطة" الذي كان يصور قاطرة آتية إلى المحطة، و"وجبة خفيفة لطفل صغير" و"طعام القط" و"الحياة على الشاطئ " و"البستاني المبتل". وقام لويس لوميير بتصوير أول 50 فيلما من أفلامه وأسند تصوير الأفلام الأخرى إلى مصورين قام هو بتدريبهم. وبعد أشهر من العرض السينمائي الأول في العالم أرسل لوميير آلات العرض إلى أقاصي العالم حيث قام عملاؤه بعرض الأفلام الأولى عن فرنسا لتدبير نفقات قيامهم بتصوير الأفلام والعودة بها إلى فرنسا.

لم يكتفوا الأخوين لومير باستخدام اختراعهم فقط في فرنسا، بل صنعوا أرشيفا من الأفلام التسجيلية المصرية بمعداتهم المصنعة بفرنسا ، والذين قاموا بتدريب المصريين عليها، وقاموا بتصوير عدة أماكن في مختلف أنحاء الجمهورية ..
وكانت اقدم و أول لقطات سينمائية في تاريخ مصر التقطت ما بين العامين 1897-1898 بعدسة الاخوين الفرنسيين أوجست و لويس لوميير مخترعا كاميرا التصوير السينمائي ‏‎smile‎‏ رمز تعبيري

يكفي أن مخترعا كاميرا التصوير السينمائي الاخوين الفرنسيين أوجست و لويس لوميير حرصا علي تسجيل بعض اللقطات للحياة تحت سماء مصر في نهاية القرن التاسع عشر و تحديدا في الفترة ما بين العامين 1897-1898 و كان لهم ذلك فسجلا ما يزيد عن الثلاثون فيلما لمناطق مختلفة من القاهرة و الاقاليم الأخرى و هي افلام تعد بمثابة كنوز تراثية تضاهي في قيمتها قيمة اثار مصر العظيمة ..
ولم تحظ بلد في أفريقيا و الشرق الاوسط بما حظيت به مصر في مجال السينما و التوثيق المرئي.

تقييم الموضوع

تعليقات Facebook


تعليقات البوابة الوثائقية