الجمعة 26 أبريل 2024 م - 17 شوال 1445 هـ

موج 98...الانتصار العربي في مهرجان "كان"!

الأحد 31/مايو/2015 - 11:27 ص
The Pulpit Rock
عصام زكريا
 
ربما لا يعرف الكثيرون أن البلاد العربية حصلت على السعفة الذهبية من مهرجان "كان" ثلاث مرات، مرة كبلد الانتاج لفيلم "عطيل" للمخرج الأمريكي أورسون ويلز، 1952، الذي قرر أن يشارك به باسم المغرب تعبيرا عن حبه لمدينة الصويرة التي صور بها الفيلم.
المرة الثانية كانت للمخرج الجزائري محمد الأخضر حامينا عن فيلمه "وقائع سنوات الجمر" عام 1974، والثالثة كانت ليوسف شاهين عن فيلم "المصير" ومجمل أعماله عام 1998.
وطبعا يمكن أن نضيف إلى هذه الأسماء عبد اللطيف كشيش الفرنسي من أصل عربي، والذي حصل على السعفة عن فيلمه "حياة أديل" عام 2013.
هذا العام غابت السينما العربية عن المهرجان إلا قليلا، كما ذكرت في تقرير سابق، من خلال فيلمي "ديجراديه" الفلسطيني و"الزين لي فيك" اللذين عرضا في قسمي "أسبوع النقاد" و"أسبوعي المخرجين" على التوالي، وكذلك من خلال فيلمين لبنانين قصيرين هما "آفا ماريا" للمخرج باسل خليل و"موج 98" اللذين شاركا في مسابقة "الأفلام القصيرة" التي تولى رئاسة تحكيمها المخرج الموريتاني عبد الرحمن سيساكو، الذي شارك في المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" العام الماضي بفيلمه "تمبكتو".
حصل فيلم "موج 98" على السعفة الذهبية للمسابقة لينضم إلى قائمة الأفلام العربية المزينة بسعفة "كان".
"موج 98" من نوعية التحريك، التي نسميها "كارتون"، وهو يعتمد على تقنية التصوير الحي للممثلين والأماكن ثم تحويلها إلى رسوم عن طريق الكمبيوتر، وقد حصل الفيلم على دعم من جائزة "آفاق" الثقافية، ومن مهرجان "الدوحة"، ولذلك نجحت قطر في حشر اسمها كمنتجة له بالرغم من أن كاتالوج المهرجان ينص على أن الفيلم انتاج شخصي لمخرجه ومؤلفه إيلي داغر.
الفيلم يدور حول شاب لبناني اسمه عمر يضيق بالطائفية والأوضاع السياسية المتردية في بيروت، وينطلق في نوع من أحلام اليقظة الخيالية التي تتجسد في شكل فيل يقوده في أنحاء المدينة.
داغر الذي يبلغ من العمر ثلاثين عاما درس في جامعة "ألبا" الفرنسية في لبنان، ومقيم في بلجيكا حاليا، ومن المعروف أن بلجيكا من البلاد المتقدمة جدا في فن الرسوم المتحركة.
فوز داغر يطرح فكرتين: الأولى أن العرب قادرون على صنع سينما عالمية كما شاهدنا من قبل عند إيليا سليمان هاني أبو أسعد وزياد دويري وعبد الرحمن سيساكو وعبد اللطيف كشيش وطبعا يوسف شاهين ويسري نصر الله وغيرهم. الفكرة الثانية أنه يبدو أن هناك تربية خاصة ومناخا مختلفا أتاح لهؤلاء أن يكونوا متميزين فنيا وخلاقين إبداعيا.
يعني، حتى نلخص، التعليم والحرية هما أساس المواطن السوي والصالح في هذا العالم، وبقدر ما يكون متعلما وحرا بقدر ما يستطيع أن ينتج ويبدع.

تقييم الموضوع

تعليقات Facebook


تعليقات البوابة الوثائقية