النقاد يسخرون من الفيلم الفائز ورئيس لجنة التحكيم يهاجمهم: المجد للأفلام الفنية والسعفة لفرنسا!
الأحد 31/مايو/2015 - 10:36 ص
عصام زكريا
ثلاثة عشر يوما من الحياة في كوكب السينما، الذي يحمل اسم "مهرجان كان"، كافية لإقناعك بأن هناك شيئا اسمه دولة السينما، وهي دولة متعددة الجنسيات واللغات والمواهب، يجمع بينها ذلك العشق الجارف للحياة في الأفلام وصنعها ومشاهدتها والكتابة عنها.
المهرجان الذي أقيمت فعاليات دورته الثامنة والستون من 13 إلى 25 مايو اختتم فعالياته الرسمية مساء الأحد الماضي بحفل توزيع الجوائز التي أعلنتها لجنة التحكيم، وهي الجوائز التي عادة ما تحدد تاريخ ومستقبل الأسماء الفائزة.
جاء فوز المخرج الفرنسي جاك أوديار بالسعفة الذهبية عن فيلمه "ديبان" كمفاجأة كبيرة، حيث لم يكن من الأعمال المتوقعة للفوز بالجائزة الرئيسية بالرغم من أنه كان مرشحا للفوز بجوائز أقل، وقد رشحته في مجلة "البوابة" التي صدرت الاثنين الماضي للفوز بجائزة أفضل إخراج، كما رشحت بطليه السيرلانكيين للفوز بجائزتي التمثيل.
الفيلم يتناول عالم المهاجرين الأجانب إلى فرنسا، الذين يتمزقون بين الحروب والبؤس في بلادهم، وبين التهميش والمناطق المليئة بالجريمة والبؤس في أوروبا.
الاعلان عن فوز الفيلم قوبل ببعض أصوات الاعتراضات والصفير وابتسامات السخرية من قبل النقاد والصحفيين الذين يشاهدون الحفل في قاعة "ديبوسي" المجاورة لقصر المهرجان. وهو ما دفع رئيسا لجنة التحكيم الأخوين جويل وايثان كوين للتعليق عقب الحفل بأن لجنة التحكيم كلها تحمست للفيلم وقال الأخ الأصغر جويل: "هذه ليست لجنة تحكيم نقاد. هذه لجنة من الفنانين".
مشكلة نتيجة هذا العام ليست الأولى، فقد تكررت أكثر من مرة خلال الأعوام السابقة، كما حدث عندما فاز فيلم "حياة أديل" للمخرج عبد اللطيف كشيش بالسعفة منذ عامين. وهو ما يثير مجددا الجدل القديم حول معايير وأسلوب الحكم على الأفلام وتقييمها، ما بين النقاد الذين ينظرون إلى السينما كفن خالص، والفنانين الذين غالبا ما تتفق اذواقهم مع أذواق الجمهور، أو بمعنى أدق تحاول التوفيق بين السينما كفن، والسينما كترفيه.
المهرجان الذي أقيمت فعاليات دورته الثامنة والستون من 13 إلى 25 مايو اختتم فعالياته الرسمية مساء الأحد الماضي بحفل توزيع الجوائز التي أعلنتها لجنة التحكيم، وهي الجوائز التي عادة ما تحدد تاريخ ومستقبل الأسماء الفائزة.
جاء فوز المخرج الفرنسي جاك أوديار بالسعفة الذهبية عن فيلمه "ديبان" كمفاجأة كبيرة، حيث لم يكن من الأعمال المتوقعة للفوز بالجائزة الرئيسية بالرغم من أنه كان مرشحا للفوز بجوائز أقل، وقد رشحته في مجلة "البوابة" التي صدرت الاثنين الماضي للفوز بجائزة أفضل إخراج، كما رشحت بطليه السيرلانكيين للفوز بجائزتي التمثيل.
الفيلم يتناول عالم المهاجرين الأجانب إلى فرنسا، الذين يتمزقون بين الحروب والبؤس في بلادهم، وبين التهميش والمناطق المليئة بالجريمة والبؤس في أوروبا.
الاعلان عن فوز الفيلم قوبل ببعض أصوات الاعتراضات والصفير وابتسامات السخرية من قبل النقاد والصحفيين الذين يشاهدون الحفل في قاعة "ديبوسي" المجاورة لقصر المهرجان. وهو ما دفع رئيسا لجنة التحكيم الأخوين جويل وايثان كوين للتعليق عقب الحفل بأن لجنة التحكيم كلها تحمست للفيلم وقال الأخ الأصغر جويل: "هذه ليست لجنة تحكيم نقاد. هذه لجنة من الفنانين".
مشكلة نتيجة هذا العام ليست الأولى، فقد تكررت أكثر من مرة خلال الأعوام السابقة، كما حدث عندما فاز فيلم "حياة أديل" للمخرج عبد اللطيف كشيش بالسعفة منذ عامين. وهو ما يثير مجددا الجدل القديم حول معايير وأسلوب الحكم على الأفلام وتقييمها، ما بين النقاد الذين ينظرون إلى السينما كفن خالص، والفنانين الذين غالبا ما تتفق اذواقهم مع أذواق الجمهور، أو بمعنى أدق تحاول التوفيق بين السينما كفن، والسينما كترفيه.
عندما تمنح الجوائز للأفلام الفنية يستاء الجمهور، وعندما تمنح للأفلام التجارية يستاء النقاد. ولكن بشكل عام يمكن أن نقول أن لجنة الأخوين كوين اختارت بالفعل أفضل الأفلام المشاركة في المسابقة، بالرغم من أن الاختلاف على بعض الجوائز التي حصلت عليها هذه الأفلام.
فاز فيلم "ابن شاول" بالجائزة الكبرى، وهي أكثر جائزة مستحقة في تصوري. الفيلم هو العمل الأول لمخرجه، وهو عمل مبتكر وشديد التأثير، بالرغم من أن قطاعا من الجمهور العادي سوف يراه ثقيلا على النفس وكئيبا بشكل لا يحتمل.
الفيلم بالمناسبة اختارته لجنة اتحاد الصحفيين السينمائيين الدوليين المعروفة باسم "الفيبريسي" كأفضل فيلم في المهرجان. وهو ما يؤكد أنه عمل فني من النوع الذي يعجب النقاد.
الفارق بين "ابن شاول" و"ديبان" هو أن الأخير يميل خاصة في الجزء الأخير منه إلى نهاية تقليدية جماهيرية نرى فيها البطل السوبر وهو ينتصر على عصابة بأكملها بمفرده. نهاية "سعيدة" من التي تعجب الجمهور على عكس "ابن شاول" الذي يختم بنهاية غير متوقعة بالمرة وتخلو من أي نوع من الارتياح و"التطهير" الذي تتسم به السينما السائدة.
إذا كان منح "ديبان" السعفة مفاجأة غير سعيدة، فإن المفاجأة السعيدة في الجوائز التي منحتها اللجنة هي جائزة السيناريو التي حصل عليها فيلم "مرض مزمن"، Chronic، والتي منحت لكاتب الفيلم ومخرجه ميشيل فرانكو.
الفيلم الذي يلعب بطولته الممثل الأمريكي الرائع تيم روث يدور حول رجل يعمل ممرضا للحالات المرضية الحرجة والمزمنة التي تقتضي وجود مرافق دائم، ولكنه يتفاعل ويتعاطف مع مرضاه كما لو كانوا من أهله وأحبته، ونعرف بعد منتصف الفيلم تقريبا أن ابنه توفي نتيجة مرض مماثل، ولذلك يستعيد كل علاقته بابنه مع المرضى.
فاز فيلم "ابن شاول" بالجائزة الكبرى، وهي أكثر جائزة مستحقة في تصوري. الفيلم هو العمل الأول لمخرجه، وهو عمل مبتكر وشديد التأثير، بالرغم من أن قطاعا من الجمهور العادي سوف يراه ثقيلا على النفس وكئيبا بشكل لا يحتمل.
الفيلم بالمناسبة اختارته لجنة اتحاد الصحفيين السينمائيين الدوليين المعروفة باسم "الفيبريسي" كأفضل فيلم في المهرجان. وهو ما يؤكد أنه عمل فني من النوع الذي يعجب النقاد.
الفارق بين "ابن شاول" و"ديبان" هو أن الأخير يميل خاصة في الجزء الأخير منه إلى نهاية تقليدية جماهيرية نرى فيها البطل السوبر وهو ينتصر على عصابة بأكملها بمفرده. نهاية "سعيدة" من التي تعجب الجمهور على عكس "ابن شاول" الذي يختم بنهاية غير متوقعة بالمرة وتخلو من أي نوع من الارتياح و"التطهير" الذي تتسم به السينما السائدة.
إذا كان منح "ديبان" السعفة مفاجأة غير سعيدة، فإن المفاجأة السعيدة في الجوائز التي منحتها اللجنة هي جائزة السيناريو التي حصل عليها فيلم "مرض مزمن"، Chronic، والتي منحت لكاتب الفيلم ومخرجه ميشيل فرانكو.
الفيلم الذي يلعب بطولته الممثل الأمريكي الرائع تيم روث يدور حول رجل يعمل ممرضا للحالات المرضية الحرجة والمزمنة التي تقتضي وجود مرافق دائم، ولكنه يتفاعل ويتعاطف مع مرضاه كما لو كانوا من أهله وأحبته، ونعرف بعد منتصف الفيلم تقريبا أن ابنه توفي نتيجة مرض مماثل، ولذلك يستعيد كل علاقته بابنه مع المرضى.
ينتهي "مرض مزمن" مثل "ابن شاول" بشكل صادم جدا للجمهور، والفيلم نفسه تجربة مؤلمة للمشاهد، ولكنها شديدة الرقي فنيا، وهو من النوع الذي يعجب النقاد أكثر من الجمهور، لكن لجنة التحكيم كانت شجاعة جدا بمنحه الجائزة.
من خلال ملاحظتي، ومشاركتي، في كثير من لجان تحكيم المهرجانات، خاصة الدولية، فإن الجوائز التي يمكن المجاملة فيها أكثر من غيرها هي التمثيل، ولذلك أسباب يطول شرحها، ولكنها تتلخص في أن التمثيل بالذات يخضع لأمور نسبية كثيرة منها ثقافة وطباع والطريقة التي تتحدث بها المجتمعات المختلفة، كما يخضع الحكم عليه لعوامل ذاتية مثل الذوق الشخصي للمشاهدين الذين يزداد تصديقهم للممثل واقتناعهم بأدائه كلما أحبوا ملامحه وفهموا إشاراته وإيماءاته الجسدية أكثر.
مسابقة مهرجان "كان" ضمت خمسة أفلام فرنسية، وقد كانت اللجنة كريمة للغاية بمنح السعفة إلى فيلم فرنسي، وكريمة أكثر من اللازم بمنح جائزتي التمثيل إلى ممثل وممثلة فرنسيين.
من خلال ملاحظتي، ومشاركتي، في كثير من لجان تحكيم المهرجانات، خاصة الدولية، فإن الجوائز التي يمكن المجاملة فيها أكثر من غيرها هي التمثيل، ولذلك أسباب يطول شرحها، ولكنها تتلخص في أن التمثيل بالذات يخضع لأمور نسبية كثيرة منها ثقافة وطباع والطريقة التي تتحدث بها المجتمعات المختلفة، كما يخضع الحكم عليه لعوامل ذاتية مثل الذوق الشخصي للمشاهدين الذين يزداد تصديقهم للممثل واقتناعهم بأدائه كلما أحبوا ملامحه وفهموا إشاراته وإيماءاته الجسدية أكثر.
مسابقة مهرجان "كان" ضمت خمسة أفلام فرنسية، وقد كانت اللجنة كريمة للغاية بمنح السعفة إلى فيلم فرنسي، وكريمة أكثر من اللازم بمنح جائزتي التمثيل إلى ممثل وممثلة فرنسيين.
قائمة الأفلام الفائزة بجوائز المسابقة الرسمية:
السعفة الذهبية: "ديبان" للمخرج الفرنسي جاك أوديار
الجائزة الكبرى: "ابن شاول" للمخرج المجري لازلو نيميس
أفضل إخراج: المخرج التايواني هو سياو- سين عن فيلمه "القاتلة المحترفة"
جائزة لجنة التحكيم: "السلطعون" للمخرج اليوناني يورجوس لانسيموس
جائزة أفضل ممثلة: مناصفة بين الأمريكية روني مارا عن فيلم "كارول"، والفرنسية إيمانويل بيكرو عن فيلم "ملكي"
جائزة أفضل ممثل: فينسنت ليندون عن فيلم "قانون السوق"
أفضل سيناريو: ميشيل فرانكو عن فيلم "مرض مزمن"
السعفة الذهبية: "ديبان" للمخرج الفرنسي جاك أوديار
الجائزة الكبرى: "ابن شاول" للمخرج المجري لازلو نيميس
أفضل إخراج: المخرج التايواني هو سياو- سين عن فيلمه "القاتلة المحترفة"
جائزة لجنة التحكيم: "السلطعون" للمخرج اليوناني يورجوس لانسيموس
جائزة أفضل ممثلة: مناصفة بين الأمريكية روني مارا عن فيلم "كارول"، والفرنسية إيمانويل بيكرو عن فيلم "ملكي"
جائزة أفضل ممثل: فينسنت ليندون عن فيلم "قانون السوق"
أفضل سيناريو: ميشيل فرانكو عن فيلم "مرض مزمن"