عصام زكريا يكتب:ليلة الأخوين لوميير في "كان" يحيها كل الأخوة
الأربعاء 20/مايو/2015 - 02:35 م
عصام زكريا
في فكرة فريدة من نوعها نظم المهرجان عرضا لفيلم عن مخترعي السينما الفرنسيين الأخوين لويس وأوغست لوميير، يضم أعمالا لم تعرض من قبل لهم، صورت منذ أكثر من مئة وعشر سنوات، واحتفالا بالفيلم تم دعوة أشهر الأخوة الذين يعملون في السينما العالمية، وهم الأخوين الأمريكيين جويا وايثان كوين، رئيسا لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هذا العام، والأخوين البلجيكيين جان بيير ولوك داردان، والأخوين الايطاليين باولو وفيتوريو تافياني، وكل من الأخوة كوين وداردان وتافياني سبق لهما الحصول على السعفة الذهبية لمهرجان "كان" والدب الذهبي لمهرجان "برلين" والأسد الذهبي لمهرجان فينيسيا والأوسكار وغيرها من الجوائز السينمائية الكبرى.
الأخوة الذين يصنعون الأفلام معا ظاهرة في السينما العالمية، وعلى رأسهما طبعا مخترعي السينما، أما الفيلم الذي عرضه المهرجان، ويضم لقطات أرشيفية نادرة تم العثور عليها وترميمها من المواد التي صورها الأخوين لوميير وفريق العمل الذي قاموا بارساله إلى مناطق مختلفة من العالم بعد اختراعهم لفن السينما بشهور قليلة، والذين عادوا بمواد مصورة من كل القارات وكثير من بلاد العالم ومنها مصر كما هو معروف
حتى عرض هذا الفيلم كان معروفا أن أول عرض سينمائي في العالم تم في باريس في الخامس من ديسمبر عام 1895، ومن ناحية أخرى يزعم الأمريكيون أن توماس إديسون، مخترع المصباح الكهربائي، قد اخترع فن السينما أيضا في التوقيت نفسه تقريبا، بل ويزعم البعض أنه اخترعها قبل الأخوين لوميير. ولكن الفيلم الذي عرضه المهرجان أثبت بالصورة أن أول عرض سينمائي نظمه الأخوين لوميير لم يكن في الخامس من ديسمبر، ولكن في شهر مارس 1895، أي قبل إديسون بكثير، وهو ما ألمح إليه تيري فريمو، المدير الفني لمهرجان "كان" ومدير معهد لوميير المنتج للفيلم، في الكلمة التي سبقت العرض.
الفيلم تم عرضه مصحوبا بتعليقات فريمو الذي أبدى عددا من الملاحظات الطريفة جدا على المواد المصورة. أما أجمل شيء فهو الترميم الممتاز الذي جرى للمواد القديمة، والتي بدت على الشاشة وكأنها مصورة حديثا، ومن المعروف أن فرنسا متطورة جدا فيما يتعلق بترميم الأفلام، ولكن ربما لا يكون معلوما أن "السينماتيك"، أو متحف السينما الفرنسي، طالما عرض على الحكومة المصرية المساهمة في ترميم تراث السينما المصرية مجانا...ولا حياة لمن تنادي.