البوابة وثائقية في تغطية خاصة عن كان في دورته الـ68 لعام 2015
الأربعاء 13/مايو/2015 - 08:19 م
إبتهال حسين
وأخيرا وبعد عام من الانتظار ، إنطلقت رسميا صباح اليوم فعاليات مهرجان " كان " السينمائي العالمي ، والذي يعد الحدث الأهم والأضخم على مستوى العالم، وذلك في دورته 68 عام 2015 ،والذي تستمر فعالياته حتى 24 من الشهر الجاري، في شارع لاكروازييت الفرنسي الساحر على سواحل خليج "كان" اللازوردية، وتشهد مراسم فعالياته لأول مرة بعرض فيلم "لا تيت أوت" للمخرجة إيمانويل بيركر، وبطولة الممثلة الفرنسية كاترين دينوف، والتي تعد سابقة منذ بدء المهرجان.
"إنجريد بيرجمان" وملصق المهرجان
وعن الملصق الرسمي للمهرجان فقد توج هذا العام بنجمة هوليوود السويدية "إنجريد بيرجمان"، خلفا عن "جولييت بينوش" والايطالي "مارشيللو ماستورياني" و "مارلين مونرو".. "بيرجمان" هي واحدة من نجوم السينما الكلاسيكية، التي كانت رمزا للمرأة المتحررة والمقدامة ورمزا للواقعية الجديدة، وذلك عندما قررت الانفصال عن زوجها وأقامت علاقة مع المخرج الإيطالي "روبرتو روسلليني"، وانجبت منه ابنتيهما "إيزابيلا روسلليني" الممثلة وعارضة الازياء ورئسية لجنة التحكييم فى المهرجان عن مسابقة "نظرة ما".
ويخلد المهرجان ذكرى ميلاد "بيرجمان" المئوي هذا العام ، فقد ولدت في 29 أغسطس عام 1915، وتوفيت 29 أغسطس ، عن عمر يناهز 67 عاما، وعرفت بذات الوجه الساطع المشرق والهادئ.
تعد حصيله أعمال "إنجريد" حوالي 50 فيلما من كلاسيكيات السينما الأمريكية، ومن أعمالها التى لاقت شهرة واسعة فيلم "كازبلانكا" عام 1942 ، وفيلم "سيئة السمعة" عام 1946 للمخرج القدير "ألفريد هيتشكوك"، وأغلبية أعمالها الأخرى كانت من إخراج زوجها "روسلليني".
حصلت "بيرجمان" على جائزة الأوسكار كأفضل ممثلة مرتين عن فيلمي "مصباح الغاز" عام 1944 و " انا ستاسيا " عام 1956، كما حصلت على أفضل ممثلة دور ثاني عن فيلم "جريمة فى قطار الشرق السريع " عام 1974.
مهرجان "كان"..
مهرجان "كان" السينمائي هو واحد من أهم الفعاليات العالمية وأكثرها شعبية ليس على مستوى نجوم وصناع الفن فقط بل لعشاق الفن بمختلف أنواعه، ونجح المهرجان بالوقوف فى صدارة جميع المهرجانات السينمائية العالمية على مدار سنوات منذ انطلاقته الأولى عام 1939 بمبادرة وزير التعليم العام والفنون الجميلة"جون زاي"، الذي رغب بإقامة حدث ثقافي دولي فرنسي ينافس مهرجان البندقية السينمائي الشهير، والذي تأجل نظرا لاندلاع الحرب العالمية الثانية، ليعود مرة أخرى بثوب جديد وبعد إنتهائها عام 1946 ، لتكون انطلاقته الحقيقية ، ولم يلبث أن توقف عام 1948 ، ثم توقف مرة أخرى عام 1950، ثم عام 1968 وكلها ﻷسباب تمويلية، ومنذ ذلك الوقت والمهرجان يقف فى الصدارة على مستوى جميع المهرجانات السينمائية والعالمية، وجذب صناع السينما من مختلف بقاع الأرض، وزادت شعبية المهرجان في الخمسينيات وذلك بفضل حضور نجوم ومشاهير منهم: "صوفيا لورين"، "كيرج دوجلاس"، "بريجيت باردو"، "كاري جرانت" ... وغيرهم، كما يهدف المهرجان الى تشجيع وتطوير الفن السينمائي بجميع أشكاله ، وإنشاء تعاون متبادل وروح تنافسية بين البلدان، ليتصارع الجميع للحصول على أهم جائزة في تاريخ أى فنان وهي جائزة "السعفة الذهبية".
جوائز المهرجان
يتميز المهرجان بتنوع جوائزه من عام لآخر، مع الاحتفاظ بالجوائز الأصلية وهي:
السعفة الذهبية: وهي الجائزة الأهم ولأكبر فى المهرجان وتمنح لأفضل فيلم في الدورة بحسب تقييم لجنة التحكيم.
الجائزة الكبري: وتمنح لأفضل فيلم وتختلف عن السعفة فى كونها تعبر عن رأي لجنة التحكيم الخاص، ولا تخضع بالضرورة للمعايير السينمائية العامة.
جائزة لجنة التحكيم
جائزة أفضل إخراج
جائزة أفضل سيناريو
جائزة أفضل ممثل
جائزة أفضل ممثلة
جائزة أفضل فيلم قصير
جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم قصير
وفى بعض الدورات المهرجان تتجاوز الجوائز العشرين جائزة سواء للجان ولجمعيات سينمائية مختصة تمنح جائزتها عبر المهرجان، أو أن تكون موسمية حيث يرافقها مناسبة سينمائية.
يتزايد عدد الأفلام للمهرجان سنويا عن 2000 فيلم ، وتقوم لجان مشاهدة متخصصة بفرزها بماعيير فنية دقيقة، للوصول بها الى 22 فيلما متنافسا فقط، يشترط أن تعرض لأول مرة بالمهرجان ليكون عرضا عالميا.
لجنة التحكيم ومؤتمر صحفي
وعلى بعد خطوات صغيرة من بدء فعاليات مهرجان كان السينمائي في دورته ال 68 ، عقدت لجنة تحكيم الأفلام الطويلة التي يترأسها كلا من الأخوين "كوين" والتي تسلما جائزة السعفة الذهبية العام الماضي ، مؤتمر صحفي اعتياديا اليوم، وقد عربا عن سعادتهما بتلك الدعوة وانضمامهم الى لجنة تحكيم المهرجان.
وتضم لجان تحكيم المهرجان فى دورته 68 لعام 2015، (الأخوين إيثان وجويل كوين) ، رئيسا لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، ويعد الأخوين كوين جزءا من تاريخ مهرجان كان الذي عرضا فيه تسعة من أفلامهما حيث حصلا على السعفة الذهبية عام 1991 عن فيلم Barton Fink وحصلا على جائزة الاخراج سنة 1996 عن كل من فيلم Fargo سنة 1996 و The Barberسنة 2001 فضلا عن الجائزة الكبرى عن فيلم Inside Llewyn Davis سنة 2013. كما انهيا لتوهما تصوير فيلمهما الجديد Hail, Caesar!.، حيث قال الأخوين كوين: "سعدنا جدا باستلام دعوة تييري فريمو. بإمكاننا القدوم إلى كان واخيرا انتهاز الوقت لمشاهدة أفلام سينمائية !."
ومن بين أعضاء اللجنة الممثلة والمخرجة الفرنسية صوفي مارسو ، وقالت: "تضفي مشاركة أصحاب الموهبة في لجنة التحكيم طاقة جديدة، لقد حالفنا الحظ باطلالة وجه إنغمار بيرغمان الجميل علينا !" ، وتنضم إليهم الممثلة الاسبانية روسي دي بالما ملهمة مصممي الموضة والموسيقيين والفنانيين التشكيليين والمصورين في العالم بأسره، والتي عبرت عن مدى حماسها وبالغ اعتزازها لاختيارها ضمن لجنة التحكيم لتلك الدورة حيث قالت: "عندما تلقيت خبر الدعوة بالمشاركة في لجنة التحكيم، قفزت من الفرح خصوصا لجنة تحكيم كبيرة ! "
ومن ضمن اللجنة المخرج المكسيكي "جييرمو ديل تورو" الذي شهد المهرجان أول أفلامه (كرونوس) عام 1993 ، وقال ديل للصحفيين قبل بدء فعاليات المهرجان :"أدرك مايعني اختيار عمل لكان .هذا مابدل حياتي. يمثل هذا المهرجان احتفاءا حقيقيا بالسينما وتشكل المشاركة بهذه المغامرة فرصة في مسيرة مهنية ".
ومن بين لجنة التحكيم المخرج والكاتب والمنتج الكندى كزافييه دولان ، رغم قصر مشواره الفني الذي بدأ منذ 4 سنوات فقط إلا أن أعماله حازت على عدد كبير من الجوائز المختلفة وبعض أعماله قدمت بمهرجان كان في دوراته السابقة ومن بين أعماله التى لاقت ناجحا كبرا فيلم Mommy، فقد فاز بعدة جوائز، من بينها جائزة لجنة تحكيم مهرجان كان وسيزار أفضل فيلم أجنبي وعرض بنجاح في جميع أنحاء العالم، ومن جهته – أكد على أنه شرف كثيرا باختياره ضمن لجنة التحكيم في مثل هذا السن الصغير بين عمالقة صناع السينما حيث يبلغ عمره 26 ، وأكد بأن هذا سيساعده في مشروعه المقبل، وأضاف "دولان" : "كرمني هذا المهرجان وانا اليوم هنا لاكتشاف أفلام كعاشق سينما، تكمن مسؤليتي في لجنة التحكيم بالدفاع بشكل إنساني عما يؤثر بي ."
ويضفي الممثل الأمريكي جايك جيلينهال لمسه هوليووديه من عاصمة السينما الأمريكية على لجنة التحكيم، وقال: "شرفني فعلا اختياري لأكون عضوا في لجنة التحكيم هذه، وأنا اليوم محاط بشخصيات فذة. كوني من السويد آمل الانتساب بطريقة ما إلى إنغريد بيرغمان... هي رائعة".. وتنضم أيضا الممثلة البريطانية " سيينا ميلر" وقالت فى المؤتمر: " لم يسبق لي أبدا أن أتيت إلى كان واشعر بالتواضع الكبير أن أكون بين هذه المجموعة من المخرجين والممثلين، وأقدر تماما أننا نأتي من أجواء مختلفة. " ، وتنضم إليهما المغنية المالية روقية تراوري وقالت في المؤتمر الصحفي: "أعتقد أننا في حالة شغف بشيء ما من الصعب أحيانا انتهاز الفرصة للاستفادة منه. سنشاهد هنا كل هذه الأفلام ونتقاسم لحظات متميزة .".
وتنضم لفعاليات افتتاح مهرجان كان ولجنة تحكييم مسابقة "نظرة ما" كلا من الممثلة وعارضة الازياء الشهيرة إيزابيلا روسلليني ابنة المخرج الايطالي "روبرتو روسلليني "والنجمة الملصق "إنجريد بيرجمان "، ومن الوطن العربي المخرجة اللبنانية " نادين لبكي "، والمخرجة السعودية " هيفاء المنصور " ، وينضم إليهن الممثل الفرنسي ذو الأصول الجزائرية " طاهر رحيم"، والمخرج الموريتاني ورئيس لجنة تحكيم مسابقة سينيفونداسيون "عبد الرحمن سيساكو".
إطلالات نجوم وصناع السينما
إلى جانب تنافس صناع السينما على أفلامهم والتباهى بحصد جوائز المهرجان، فيوجد تنافس آخر أكثر بريقا وينتظره محبي ومعجبي النجوم وهو تنافس إطلالات نجمات ونجوم السينما، والذي يلاقى اهتماما وتشويقا وانجذابا من مختلف أنحاء العالم، ليس هذا فقط بل يظن البعض بأن السجادة الحمراء قد تتحول في تلك اللحظات كأحد عروض الأزياء العالمية ولكن بأيقونات نجمات الفن، حيث تتباري النجمات يوما بعد يوم للظهور بأجمل الفساتين والاطلالات خلال فترة المهرجان والتى تأتي بتوقيع أشهر مصممي الأزياء حول العالم.
وبعد إختتام المهرجان تبدأ المرحلة الأصعب على النجوم والنجمات خاصة في إختيار أفضل وأسوأ إطلالة للمهرجان.