الخميس 21 نوفمبر 2024 م - 19 جمادى الأولى 1446 هـ

عصام زكريا يكتب :ستة مخرجين يبحثون عن فرصة في "أوضة الفيران"

الخميس 23/أبريل/2015 - 04:17 م
عصام زكريا
 
أسمع عن فيلم "أوضة الفيران" منذ سنة تقريبا، عندما كان مجرد فكرة مجنونة في عقول صناعه، وحتى الانتهاء منه وعرضه في مهرجانات دولية عدة من "دبي" في آسيا، وحتى ساوباولو في البرازيل.
من الغريب- ولكن غير الغريب في مصر- أن أضطر إلى الانتظار حتى أسافر إلى ألمانيا لأشاهد الفيلم في مهرجان برلين للفيلم العربي، والذي عرض خلاله "أوضة الفيران" في البرنامج الرسمي مع فيلمين مصريين آخرين هما "ديكور" للمخرج أحمد عبد الله و"لا مؤاخذة" للمخرج عمرو سلامة.
لعلك لاحظت أن الأفلام الثلاثة التي اختارها المهرجان تنتمي إلى السينما المستقلة في مصر، وهي ملحوظة باتت مكررة في السنوات الأخيرة، حيث فقدت السينما التجارية ونجومها معظم، إن لم يكن كل، نفوذها ولم تعد تؤثر سوى في الجمهور المحلي الشعبي.


عصام زكريا يكتب :ستة


المهرجانات الدولية باتت متعطشة للجديد، وغير التقليدي، على مستوى الموضوعات والأفكار والأساليب الفنية، حتى لو كانت بعض هذه التجارب غير مكتملة فنيا أو تعاني من ضعف والماديات والامكانيات. وهذه السمات تنطبق على الأفلام الثلاثة المختارة، ولا تنطبق بالطبع على معظم الانتاج السينمائي السائد في مصر الذي بات محصورا في أنواع فنية وموضوعات تجارية محلية تماما.
خذ عندك مثلا فيلم "أوضة الفيران" لتعرف ما أقصده.
الفيلم قام بصنعه ستة مخرجين ومخرجات شباب من الأسكندرية، معظمهم تعلموا السينما في ورشة "الجيزويت" التي تخرج منها عشرات السينمائيين في السنوات العشر الماضية، أو في ورش أخرى، بالإضافة إلى التعلم من التجربة والعمل.
هؤلاء المخرجون الستة هم: أحمد مجدي مرسي، محمد الحديدي، محمد زيدان، ميّ زايد، نرمين سالم وهند بكر. أما الممثلون فمعظمهم هواة وأشهرهم نجمة السينما المستقلة حنان يوسف، ومعها زياد سالم، نهاد يحيى، كمال إسماعيل، نورا سعفان والطفلة ملك مجدي وبعض الهواة الآخرين.
عصام زكريا يكتب :ستة


فكرة الفيلم نبتت في أذهان صناعه عندما طلب منهم عمل أفلام قصيرة، وبعد أن بدأوا في الكتابة قرروا أن يدمجوا القصص والأفلام الستة في فيلم واحد، ووضعوا لأنفسهم بعض الشروط، منها أن يتم كل شيء في الفيلم من الكتابة وحتى المونتاج النهائي ثم البوستر بموافقة الكل، وليس الأغلبية، أي ينبغي أن يوافق الجميع على كل قرار كبير أو صغير يتعلق بالفيلم.
الفيلم، كما قلت، عبارة عن ستة أفلام قصيرة تتناول ست قصص وستة أساليب فنية تم دمجها داخل فيلم واحد. معظمها قصص إنسانية بسيطة: سيدة يموت زوجها فتصاب بأرق مزمن يمنعها من النوم. شاب يوشك أبوه على الموت فيبدأ في التقرب منه. فتاة ليلة زفافها تنتابها مخاوف غير مفهومة من الزواج. طفلة ضعيفة النظر لا تفكر سوى في اللعب والهرب من جدتها التي تعمل معلمة قرآن وداعية. فتاة تستعد للهجرة تفاجأ بوجود فتاة تشبهها تماما في الشارع.
الفكرة العامة التي تجمع القصص الستة هي الخوف، ولكن الدمج بين القصص الستة قد يبدو غريبا وغير مبررا للبعض، خاصة أن الأزمنة التي تستغرقها الأحداث متفاوتة، فهناك قصة تستغرق يوما واحدا، وأخرى تستغرق أسابيعا، والمونتاج المتوازي باستمرار بين القصص ليس له منطق زمني أو درامي أو بصري في كثير من الأحيان.
برغم هذا العيب، وبعض الملاحظات الأخرى مثل جمل الحوار الانشائي المفتعل أحيانا، إلا أن الفيلم به روح إنسانية رقيقة وراقية، وجدية تثبت أن أجيال الشباب لديهم الرغبة والقدرة على تجديد دماء السينما المصرية...لو منحوا الفرصة.

تقييم الموضوع

تعليقات Facebook


تعليقات البوابة الوثائقية